وكانت حمص بيده، منذ أعطاها إياه السلطان الملك الناصر: صلاح الدين يوسف بن أيوب- عم أبيه- بعد وفاة والده، فى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. فكانت مدة ملكه بحمص سبعا وخمسين سنة، تقريبا.
وكان شجاعا شهما، مقداما، يباشر الحروب بنفسه. وحفظ بلاده من الفرنج والعرب. وبنى الأبراج على مخائض العاصى «١» ورتّب فيها الرجال والطيور. وكان الفرنج إذا خرجوا أطلق الرجال الطيور، فيركب بنفسه وعساكره، فيسبق الفرنج ويردّهم. وكذلك كان يقصد العرب من جهة البرّيّة. وكان قد منع النساء أن يخرجن من باب حمص، مدة ولايته.
وكان إذا اعتقل إنسانا أطال حبسه. وملك بعده حمص ولده الملك المنصور إبراهيم.
ذكر وصول رسل الخليفة إلى السلطان الملك العادل بالتّشاريف
وفى ثامن عشر شهر رمضان- سنة سبع وثلاثين وستمائة- وصل الشيخ محيى الدين بن الجوزى- رسول الخليفة- وفلك الدين المسيرى، بخلع الخليفة إلى السلطان الملك العادل، ولولده. ولقّب ولده- الملك المغيث- من الدّيوان العزيز بألقاب الملك الكامل جدّه، وسمّى باسمه، ثم انتفض ذلك، وأعيد إلى ألقابه الأول، وهى الملك المغيث فتح الدين عمر.