للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واستهلت سنة عشرين وسبعمائة بيوم [١] الثلاثاء]

فى هذه السنة فى شهر المحرم عاد السلطان الملك الناصر من الحجاز الشريف كما قدمنا ذكر ذلك فى سياقة أخبار حجته ولما عاد إلى الديار المصرية شمل نواب السلطان وأكابر الأمراء بالإنعام والتشاريف على عادته.

[ذكر تفويض السلطنة بحماة للملك المؤيد عماد الدين إسماعيل]

كان الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل بن الملك الأفضل نور الدين على ابن الملك المظفر تقى الدين محمود ابن الملك المنصور ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب قد توجه فى خدمة السلطان إلى الحجاز الشريف فى سنة تسع عشرة وسبعمائة فلما عاد فى هذه السنة رأى السلطان أن يفوض إليه السلطنة بحماة على عادة عمه وأجداده، فأمر بذلك وأركبه بشعار السلطنة فى يوم الخميس السابع عشر من المحرم سنة عشرين وسبعمائة ولبس التشريف بالمدرسة المنصورية التى بين القصرين بالقاهرة وهو بغلطاق [٢] أطلس معدنى أحمر بطرز زركش، بسنجاب مقندز [٣] وقباء تحتانى أطلس معدنى أصفر، وشاش تساعى مقصب بقصبات زركش وكلوته [٤] زركش وسيف وحياصة [٥] ذهب وركب فرسا أشهب من مراكيب السلطان نرنارى أطلس أحمر بداير أصفر برقبة سلطانية مزركشة وسرج سلطانى محلى بذهب وحمل السلاح له الأمير سيف الدين قجليس أمير سلاح، وحملت الغاشية [٦] السلطانية بين يديه، وركب فى خدمته الجمدارية السلطانية والحجاب، والنقباء


[١] فى ك «بالثلاثاء» والمثبت من ص، وف.
[٢] البغلطاق: لفظ فارسى معناه قباء بلا أكمام أو بأكمام قصيرة جدا، يلبس تحت الفرجية. وكان يصنع من القطن البعلبكى أو من السنجاب كما هنا، (خطط المقريزى ٢: ٩٩، وانظر الملابس المملوكية ص ٤٤) .
[٣] مقندز: أى محبوك بفراء القندس.
[٤] الكلوتة: غطاء للرأس يشبه الطاقية، وانظر الملابس المملوكية ص ٥٨.
[٥] الحياصة: منطقة كالحزام تكون من معدن وأفضلها ما كان معدنها هو الفضة المذهبة. وقد تكون مجوهرة أيضا. وهى التى تهدى لكبار النواب والأمراء.
[٦] الغاشية السلطانية: هى سرج من أديم مخروزة بالذهب يخالها، الناظر جميعها من الذهب، تحمل بين يدى السلطان عند الركوب فى المواكب يحملها الركابدارية رافعا إياها على يديه، ويلفتها يمينا، وشمالا (صبح الأعشى ٤: ٧) .