للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحاب أبيه الصّالح، فأنزله عنده؛ ومضى من وقته إلى شاور وأخبره بخبر العادل، فندب إليه جماعة فأخذوه أسيرا هو ومن معه، ونهب أصحاب ابن الفيض ما كان معه. وحمل إلى شاور فوصل إليه فى ليلة الجمعة لثلاث بقين من المحرّم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة فأمر شاور باعتقاله؛ وقال لسليمان بن الفيض: لقد خبأك الصّالح ذخيرة لولده حين استجار بك فأسلمته لى، وأنا أخبئك ذخيرة لولدى. ثمّ أمر به فشنق. وسمّيت فرقة ابن الفيض غمازة من ذلك اليوم، فهى تعرف الآن بهذا الاسم. فكانت أيام العادل سنة واحدة وثلاثة أشهر وأيّاما.

وجميع دولة بنى رزّيك تسع سنين تقريبا.

[[٩٩] ذكر وزارة شاور الأولى وخروجه منها]

كانت وزارته فى يوم الأحد لثمان بقين من المحرّم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وذلك أنّه لما انهزمت جيوش العادل بن رزّيك وهرب هو إلى إطفيح خلت القاهرة منهم؛ فدخلها شاور، وحضر بين يدى الخليفة العاضد لدين الله، فخلع عليه خلع الوزارة، وسلطنه، ولقّبه بأمير الجيوش. وأطلق شاور لأهل القصور الإطلاقات الكثيرة، وزادهم على مقرّراتهم فى أيّام بنى رزّيك واستدعى أموال بنى رزّيك وودائعهم.

وبسط العدل أيّاما، ثم شرع فى ظلم النّاس؛ وبسط يده ويد أولاده فى الدّولة؛ وقطع أرزاق الأمراء والجند واستخفّ بهم وبالعاضد. وعتا ولده الكامل وتجبّر، ولبس رداء الكبر، وبذخ فى الأموال، وصرفها فى غير وجوه مصارفها «١» .