للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمرو وأهل الشام إلى معاوية فسلّموا عليه بالخلافة، ورجع ابن عباس وشريح إلى علىّ رضى الله عنه، فكان علىّ إذا صلّى الغداة يقنت فيقول: اللهم العن معاوية وعمرا وأبا الأعور وحبيبا وعبد الرحمن ابن خالد والضحاك بن قيس والوليد. فبلغ ذلك معاوية، فكان إذا قنت لعن عليّا وابن عبّاس والحسن والحسين والأشتر.

وقيل: إن معاوية حضر الحكمين، وأنه قام عشية فى الناس فقال: أما بعد، من كان متكلما فى هذا الأمر فليطلع لنا قرنه. قال ابن عمر: فأطلقت حبوتى وأردت أن أقول: «يتكلم فيه رجال قاتلوك وأباك على الإسلام» فخشيت أن أقول كلمة تفرّق الجماعة ويسفك بها دم، فكان ما وعد الله فى الجنان أحبّ إلى من ذلك، فلما انصرفت إلى المنزل جاءنى حبيب بن مسلمة فقال: ما منعك أن تتكلم حين سمعت هذا الرجل يتكلم؟ قلت: أردت ذلك ثم خشيت. فقال حبيب:

وفّقت وعصمت. وقد ورد ذلك فى الصحيح.

ذكر أخبار الخوارج الذين خرجوا على عهد علىّ وما كان من أمرهم

كان أوّل من خرج على علىّ رضى الله عنه حسكة بن عتّاب الحبطىّ، وعمران بن فضيل البرجمىّ، خرجا فى صعاليك من العرب بعد الفراغ من وقعة الجمل، حتى نزلوا زالق [١] من سجستان، وقد نكبو [٢] أهلها فأصابوا منها مالا، ثم أتوا زرنج [٣] وقد خافهم


[١] زالق: سواد بسجستان.
[٢] جاء فى النسخة (ن) كما عند ابن الأثير: وقد نكث أهلها.
[٣] زرنج: قصبة سجستان.