للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان رحمه الله تعالى- حسن التدبير للملك. وكان وزيره شرف الدين بن عنين، الشاعر الهجّاء المشهور. واستعفى من الوزارة، وكتب إلى الملك المعظم:

أقلنى عثارى، واتّخذها وسيلة ... تكون برحماها إلى الله راقيا

كفى حزنى أن لست ترضى، ولا أرى ... فتى راضيا عنى، ولا الله راضيا

أخوض الأفاعى طول دهرى دائبا ... وكم يتوفّى من يخوض الأفاعيا

فأعفاه. ولابن عنين أخبار نذكرها، إن شاء الله تعالى- عند وفاته.

ولما مات الملك المعظم، ملك بعده دمشق ولده: الملك الناصر صلاح الدين داود. فأساء السّيرة، واشتغل عن مصالح دولته بالشرب واللهو والطرب. فاقتضى ذلك ما نذكره، من إخراجه من دمشق.

[واستهلت سنة خمس وعشرين وستمائة:]

فى هذه السنة، وصل إلى دمشق الأمير عماد الدين بن الشيخ «١» ، من جهة السلطان الملك الكامل، إلى ابن أخيه الملك الناصر، ومعه جلدك بالخلع والتغيير للملك الناصر. وأقام عماد الدين بدمشق.