للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتّى يخرج لهم تلك الليلة مستجيزا من إحدى الغيضتين إلى الأخرى، فغشيه الناس بمرضاهم لا يدعو لمريض إلا شفى، وغلبونى عليه، فلم أخلص إليه حتى دخل الغيضة التى يريد أن يدخل إلى منكبه «١» ، قال: فتناولته، فقال: من هذا؟ والتفت إلىّ، قلت يرحمك «٢» الله أخبرنى عن الحنيفية دين إبراهيم، قال: إنك لتسألنى عن شىء ما يسأل عنه الناس اليوم، وقد أظلّ زمان نبىّ يبعث بهذا الدين من أهل الحرم، فأته، فهو يحملك عليه، ثم دخل. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت «٣» صدقتنى يا سلمان، لقد لقيت عيسى ابن مريم «٤» .

وقد روى حديث إسلام سلمان على غير هذا الوجه، إلا أنه غير مناف له فيما هو مختصّ برسول الله صلى الله عليه وسلم. والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع.

وأما من بشّر به عند مولده صلى الله عليه وسلم

للقرائن التى كان يتوقّع وقوعها تدل على مولده، فوقعت.

فمن ذلك ما روى أن يهوديا قال لعبد المطّلب جدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا سيد البطحاء إن المولود الذى كنت حدّثتكم عنه قد ولد البارحة، فقال عبد المطلب: لقد ولد لى البارحة غلام، قال اليهودىّ: ما سميته؟ قال: سميته محمدا، قال اليهودىّ: هذه ثلاث يشهدن علىّ بنبوته؛ إحداهن: أن نجمه طلع البارحة، والثانية: أن اسمه محمد، والثالثة: أنه يولد فى صبابة قومه، وأنت يا عبد المطّلب صبابتهم «٥» .