أبى الهيجاء، وأنّه راكب مع القرامطة يدور معهم ويسأل في خلاص أسرى كانوا معه، منهم أحمد بن بدر عم السيدة وفلفل الأسود وأحمد بن كشمرد ونحرير الخادم صاحب الشمسة وبدر الطائى وأخوه وغيرهم.
قال: وزادت غلبة أبي طاهر لأصحابه فتنة، وعظّموا أمره وسلب عقولهم حتى قالوا فيه أقوالا مختلفة بحسب جهلهم؛ قال: ولمّا مضى لأبى الهيجاء شهور وهو عندهم أخذ يحتال في الخلاص، فمرّة يعرض به ومرّة يفصح به حتى أنس القرمطى بذلك وأجابه إليه، فسأله في ابن كشمرد وقال: هو ضعيف لكبره وعلّته، وهذا الخادم الأسود ممّن لا يضر السلطان فقده ولا ينفعه اطلاقه، وكلّمه في أحمد بن بدر فامتنع عليه، فضمن له عشرين ألف دينار وبزاة وفهودا وعبدانا وثيابا، فاستحلفه وضمنه، وتخلّص منه ناس كثير من الحاج، وأطلقه، وصار إلى بغداد فتباشر الناس بذلك وابتهجوا به.
[ذكر دخول أبى طاهر القرمطى الكوفة ورجوعه]
كان أبو طاهر قد كتب إلى الخليفة المقتدر بالله- بعد اطلاق أبى الهيجاء بن حمدان- يطلب منه البصرة والأهواز، فلم يجبه إلى ذلك، فسار من هجر في سنة ثنتى عشرة وثلاثمائة يريد الحاج عند توجههم إلى الحجاز، وكان جعفر بن ورقاء الشيبانى يتقلّد أعمال الكوفة وطريق مكة، فسار مع الحاج خوفا عليهم من أبى طاهر، ومعه ألف رجل من بنى شيبان، وسار مع الحجاج من أصحاب