ذكر خبر المرأة التى عرضت نفسها على عبد الله بن عبد المطّلب وما أبدته من سبب ذلك
قد اختلف فى هذه المرأة، فمنهم من يقول: هى قتيلة «١» ، بنت نوفل، بن أسد، ابن عبد العزّى، بن قصىّ، وهى أخت «٢» ورقة بن نوفل. قال السّهيلى «٣» : اسمها رقيّقة «٤» بنت نوفل تكنّى أم قتال، وهى أخت ورقة بن نوفل. ومنهم من يقول «٥» : هى فاطمة بنت مرّ الخثعمية، وقيل غيرها. ونحن نذكر ما قالوه فى ذلك.
فأما عبد الملك بن هشام فقال «٦» : لما انصرف عبد المطلب يوم الفداء آخذا بيد ابنه عبد الله، فمرّ به على امرأة من بنى أسد، وهى أخت ورقة بن نوفل، وهى عند الكعبة، فقالت له حين نظرت إلى وجهه: أين تذهب يا عبد الله؟
قال: مع أبى، قالت: لك مثل الإبل التى نحرت عنك وقع علىّ الآن. قال:
أنا مع أبى «٧» ، ولا أستطيع خلافه ولا فراقه، فخرج به عبد المطّلب حتى أتى وهب ابن عبد مناف. وذكر خبر زواجه بآمنة، وأنه وقع عليها كما ذكرناه آنفا.
قال: ثم خرج من عندها، فأتى المرأة التى عرضت عليه ما عرضت، فقال لها: مالك لا تعرضين علىّ اليوم ما كنت عرضت علىّ بالأمس؟ قالت له:
فارقك النّور الذى كان معك بالأمس، فليس لى بك اليوم حاجة.