فخطب عليه آمنة فزوّجها عبد الله، وخطب إليه عبد المطّلب بن هاشم فى مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه، فزوّجه إياها، فكان تزوّجهما فى مجلس واحد، فولدت هالة لعبد المطّلب حمزة «١» ، وكان حمزة عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النّسب، وأخاه من الرّضاعة.
ونقل أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البرّ «٢» رحمه الله: أن عبد الله ابن عبد المطّلب تزوج آمنة وهو ابن ثلاثين سنة «٣» . قال: وقيل بل كان يؤمئذ ابن خمس وعشرين سنة.
وعن محمد بن السائب الكلبىّ عن أبيه، وعن أبى الفيّاض الخثعمى قالا:
لما تزوّج عبد الله آمنة أقام عندها ثلاثا، وكانت تلك السّنّة عندهم.
وقال أبو محمد عبد الملك بن هشام «٤» عن محمد بن إسحاق: إن عبد المطلب لما فدى ابنه عبد الله أخذ بيده، وخرج به حتى أتى وهب بن عبد مناف بن زهرة، وهو يومئذ سيّد بنى زهرة نسبا وشرفا، فزوّجه ابنته آمنة، وهى يومئذ أفضل امرأة فى قريش نسبا وموضعا، قال: فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها «٥» مكانه فوقع عليها، فحملت «٦» برسول الله صلى الله عليه وسلم.