وفيها غزا بشر الخادم والى طرسوس بلاد الروم، ففتح فيها وغزا وسبى وأسر مائة وخمسين بطريقا، وكان السّبى نحوا من ألفى رأس.
وفيها قلّد أبو الهيجاء [عبد الله] بن حمدان الموصل [والجزيرة]«١» /قال ابن الجوزى «٢» : وفيها فى جمادى الأولى ختن المقتدر خمسة أولاد له، ونثر عليهم خمسة آلاف دينار ومائة ألف درهم ورقا- قال- ويقال إنه بلغت النفقة فى هذا الختان ستمائة ألف دينار، وختن قبل ذلك جماعة من الأيتام وفرّقت فيهم دراهم كثيرة. وحجّ بالناس فى هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمى.
ودخلت سنة ثلاث وثلاثمائة:
[ذكر خروج الحسين بن حمدان]
عن طاعة المقتدر فى هذه السنة خرج الحسين بن حمدان بالجزيرة عن الطاعة، وسبب ذلك أن الوزير علىّ بن عيسى طالبه بمال عليه من ديار ربيعة- وهو يتولّاها- فدافعه فأمر بتسليم البلاد إلى العمال، فامتنع، فجهّز الوزير رائقا الكبير فى جيش لمحاربته، وكتب إلى مؤنس الخادم- وهو بمصر- يأمره بالمسير إلى الجزيرة لقتال ابن حمدان بعد فراغه من أصحاب المهدىّ. فسار رائق إلى الحسين بن حمدان