المهدىّ وأجلاهم عن الديار المصرية، فعادوا إلى المغرب منهزمين.
وحجّ بالناس فى هذه السنة الفضل بن عبد الملك أيضا ودخلت سنة اثنتين وثلاثمائة: فى هذه السنة أمر المقتدر بالقبض على أبى عبد الله الحسين بن عبد الله الجوهرىّ المعروف بابن الجصاص وأخذ ما فى بيته من صنوف الأموال؛ فأخذ منه ما قيمته أربعة آلاف ألف دينار، وكان هو يدّعى أن ما أخذ منه عشرون ألف ألف دينار، وأكثر من ذلك «١» .
وفيها أنفذ الملقّب بالمهدى- صاحب أفريقية- جيشا إلى الد يار المصرية مع قائد من قواده يقال له حباسة «٢» فى البحر، فغلب على الاسكندرية ثم سار منها إلى مصر. فأرسل المقتدر لحربه مؤنسا الخادم فى عسكر فالتقوا فى جمادى الأولى واقتتلوا قتالا شديدا، فقتل من الفريقين وجرح خلق كثير. ثم كانت بينهم وقعة ثانية، ثم وقعة ثالثة ورابعة انهزم فيها المغاربة وقتل منهم وأسر سبعة آلاف وذلك فى سلّخ جمادى الآخرة. وعاد من بقى إلى المهدى فقتل حباسة.