قال: لما انفصلت البهلوانية لجمع العساكر اشتغل السلطان بالصيد وهو فى قلّ من العدد زهاء ألف فارس من خواصه، فترك ليلة بقرب شيركبوت، وهى قلعة مبنية على تل بموقان، يحيط بها خندق بعيد القعر، متصل متسع العرض، ينبع الماء منه فيفيض فيسقى البلد. فبينما هو بتلك المنزلة كبسه التتار ليلا فانهزم وساقوا فى أثره. فلما وصل إلى نهر آرس أوهم التتار أن قطع النهر صوب كنجة وعطف إلى أذربيجان، فأقام بماهان «١» ، وهى فضاء كثيرة الصيد فشتا «٢» بها. وكان عز الدين صاحب قلعة شاهق يبعث إلى السلطان ما يحتاج إليه من المأكل وغيره فى المراكب. وقد كان قبل ذلك يجاهره بالعداوة، فرضى عنه السلطان كل الرّضى، وكان عز الدين يعلم بأخبار التتار فلما انقضى الشتاء أخبره أن التتار قد ركبوا من أوجان «٣» لقصده، وأنهم تحققوا مكانه؛ وأشار إليه بالعود إلى أران فرحل صوبها.