وأخرج ميسور «١» الصقلبى فى عدد عظيم إلى المغرب، فانتهى إلى مدينة فاس، وهزم ابن أبى العافية، وأخذ ابنه الثورى أسيرا، وأخرج بعد ذلك يعقوب بن إسحاق على أسطول عظيم إلى بلد الرّوم، فافتتح بلد جنوة.
وكان ممّن خرج عليه أبو زيد مخلّد بن كيداد «٢» ، فى سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وهو رجل إباضىّ، يظهر الزّهد، وأنّه إنما قام عليهم غضبا لله. وكان لا يركب غير حمار، ولا يلبس إلّا الصّوف. وكان بينهما وقائع كثيرة، فملك أبو زيد جميع مدن القيروان، ولم يبق للقائم غير المهديّة، فحاصرها أبو زيد إلى أن هلك القائم. وكان بينه وبين ابنه المنصور ما نذكره إن شاء الله تعالى.
[ذكر وفاة القائم بأمر الله [٣٧] وشىء من أخباره]
كانت وفاته بالمهديّة فى يوم الأحد الثّالث عشر من شوّال سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. ومولده بسلمية التى بالقرب من مدينة حماة من الشّام فى المحرّم سنة ثمانين ومائتين «٣» . وكان عمره أربعا وخمسين سنة وتسعة أشهر، ومدة ملكه ثنتى عشرة سنة وستّة شهور وأيّاما.
أولاده: كان له من الأولاد الذّكور سبعة، وهم: أبو الطاهر إسماعيل قام بالأمر بعده؛ وأبو عبد الله جعفر، توفّى فى أيّام المعزّ؛ وحمزة،