فراسخ من أصفهان، ومنها كردكوه «١» ، وهى مشهورة، ومنها قلعة الباطن بخوزستان، وقلعة الطنبور، وبينها وبين أرجان فرسخان، وقلعة لأوجان «٢» ، وهى بين فارس وخوزستان، فهذا ما ملكوه من القلاع في هذه المدة القريبة.
[ذكر قتل الباطنية وسببه]
كان قتلهم في سنة أربع وتسعين وأربعمائة، وسبب ذلك أنه لما اشتد أمرهم، وقويت شوكتهم، وكثر عددهم شرعوا في قتل الأمراء، والفتك بهم، وكان أكثر من قتلوا من هو في طاعة السلطان محمد مخالف للسلطان مثل شحنة أصفهان وغيره، فلما ظفر السلطان بركياروق بأخيه محمد انبسط جماعة منهم في العسكر، واستغووا جماعة منهم، وأدخلوهم في مذهبهم، وزاد أمرهم حتى كادوا يظهرون بالكثرة والقوة، فصاروا يتهددون من لم يوافقهم بالفتك، وانتهى الحال إلى أن الأمراء ما بقى منهم من يجسر أن يمشى حاسرا.
إلا بدرع تحت ثيابه، حتى الوزير الأعز كان يلبس ذردية تحت ثيابه، فأشير على السلطان بالفتك بهم قبل أن يعجز عنهم، وأعلموه ميل الناس إلى مذهبهم، ودخولهم فيه حتى إن عسكر السلطان محمد كانوا يشنّعون ذلك عليه، ويكبرون في المصاف على أصحابه، ويقولون لهم: يا باطنية، فاجتمعت هذه البواعث كلها، فأذن السلطان في قتلهم، وركب هو والعسكر، وطلبوهم، وأخذوا جماعة