وفى سنة [٨٤ هـ] أربع وثمانين فتح يزيد بن المهلب قلعة نيزك، فلما بلغه خروجه عن القلعة سار إليها وحاصرها. فملكها وما فيها من الأموال والذخائر، وكانت من أحصن القلاع وأمنعها، وكان نيزك إذا رآها سجد لها تعظيما، وفيها يقول كعب بن معدان الأشقرى، «٢» :
وباذغيس التى من حلّ ذروتها ... عزّ الملوك فإن شاجار أو ظلما
منيعة لم يكدها قبله ملك ... إلّا إذا واجهت جيشا له وجما
تخال نيرانها من بعد منظرها ... بعض النجوم إذا ما ليلها عتما
وهى أبيات عديدة.
وقال أيضا يذكر يزيد [رحمه الله]«٣» وفتحها «٤» :
نفى نيزكا عن باذغيس ونيزك ... بمنزلة أعيا الملوك اغتصابها
محلّقة دون السماء كأنها ... غمامة صيف زلّ «٥» عنها سحابها
ولا يبلغ الأروى شماريخها العلا ... ولا الطّير إلّا نسرها وعقابها
وما خوّفت بالذّئب ولدان أهلها ... ولا نبحت إلّا النجوم كلابها