سحابه، ويرى أنّ ذلك فرصة يغتنمها وكعبة يستلمها، ثم لا يقنعه ذلك إلى أن يسمّى المظالم بالحقوق الواجبة، ويرى الملازمة عليها من السنن الراتبة. لا جرم أن الله تعالى يأخذه من مأمنه، ويسلبه ما حوله من نعمه ومننه، لأن ملك هذا العصر «١» - خلّد الله سلطانه وثبّت أركانه ونصر جيوشه وأعوانه-/ ينكر المظالم إذا أنهيت إليه ويزيل اسمها، ويمحو من دواوين دولته رسمها، ويكف الأكفّ العادية إذا عدت، ويقبض الأيدى الجارية إذا انبسطت فى العالم واعتدت «٢» .
[ذكر قتل ابن رائق وولاية ابن حمدان إمرة الأمراء]
كان المتقى لله قد أنفذ إلى ناصر الدولة بن حمدان يستمده على البريدىّ، فأرسل أخاه سيف الدولة «٣» نجدة فى جيش كثيف، فلقى المتقى لله وابن رائق بتكريت قد انهزما، فخدم سيف الدّولة المتقى خدمة عظيمة، وسار معه إلى الموصل ففارقها ناصر الدولة إلى الجانب الشرقى وتوجه نحو معلثايا «٤» وترددت الرسائل بينه وبين ابن رائق. ثم تعاهدا واتفقا فحضر ناصر الدولة ونزل على دجلة بالجانب الشرقى، فعبر إليه