للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر دخول التتار الى بلاد الروم وما استولوا عليه من البلاد

كان أول دخول التتار إلى البلاد الرومية فى سنة أربع وثلاثين وستمائة، فى أواخر أيام السلطان علاء الدين كيقباد وابتداء سلطنة ولده غياث الدين كيخسرو. ثم وردت طائفة منهم إلى الروم فى سنة إحدى وأربعين وستمائة، فى أيام السلطان غياث الدين كيخسرو.

وكانت هذه الطائفة من قبل باطوخان بن دوشى خان بن جنكزخان، ملك البلاد الشمالية؛ فجمع كيخسرو العساكر وخرج إليهم والتقوا واقتتلوا. فكانت الهزيمة أولا على التتار ثم تراجعوا، فهزموا صاحب الروم هزيمة عظيمة، وقتلوا وأسروا خلقا كثيرا من المسلمين، ونهبوا من الأموال ما لا يحصى كثرة. وهرب غياث الدين إلى بعض المعاقل، وتحكمت التتار فى البلاد، ثم استولوا على بلاد خلاط وآمد، ودخل غياث الدين بعد ذلك فى طاعة التتار على مال يحمله إليهم.

وفى سنة ثلاث وأربعين وستمائة، قصد التتار بغداد ونهبوا ما مروا عليه فى طريقهم، ووصلوا إلى ظاهرها، واستعدت عساكر الخليفة للقائهم. فلما جاء الليل أوقد التتار نارا عظيمة ورجعوا تحت الليل. ثم انقطعت أخبار التتار إلى أن جردهم منكوقان فى سنة أربع وخمسين وستمائة على ما نذكره.