للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ولما قدر الله تعالى فتح الشقيف، انفق [السلطان] فى جميع العساكر وخلع على الملوك الذين فى خدمته، مثل: الملك المنصور صاحب حماة وأخيه، وأولاد صاحب الموصل، والملك الأمجد بن العادل، وغيرهم من أولاد الملوك، وعلى الأمراء والمقدمين، ومن جرت عادتهم بالخلع. وشرع السلطان فى هدم القلعة المستجدة فهدمت إلى الأرض ورتب الأمير صارم الدين قايماز الظافرى «١» نائبا لهذه القلعة، ورتب فيها الأجناد والرجالة، ورتب بها قاضيا وخطيبا «٢» ، وأقيمت شعائر الإسلام بهذه القلعة وجميع تلك البلاد، وولى الأمير سيف الدين بلبان الزينى عمارتها، وكان قد خرج منها جماعة من المسلمين حالة الحصار فكتب لهم السلطان فدنا وقفا عليهم.

ذكر توجه السلطان إلى طرابلس «٣» وإغارته عليها

كان بيمند صاحب طرابلس قد كثر تعديه على بلاد الإسلام، وأخذ البلاد المجاورة له بعد زوال الأيام الناصرية واستيلاء التتار على الشام، وكان من أكبر أعوان التتار. فلما رحل السلطان من الشقيف نزل قريبا من جسر بانياس، وجهز الأثقال إلى دمشق وجرد الأمير عز الدين إيغان بجماعة توجهوا من جهة، والأمير بدر الدين الأيدمرى بجماعة من جهة أحرى، فحفظت الطرقات