فسكبت منها في الزجاجة شربة ... كانت له حتى الصباح صباحا
من قهوة جاءتك قبل مزاجها ... عطلا فألبسها المزاج وشاحا
شكّ البزال» فؤادها فكأنها ... أبدت اليك بريحها تفاحا
وقال أيضا:
ردّا علىّ الكأس، إنكما ... لا تدريان الكأس ما تجدى
خوّفتمانى الله جهدكما ... وكحيفتيه رجاؤه عندى
لا تعذلا في الراح إنكما ... فى غفلة عن كنه ما تسدى
لو نلت ما نلت ما مزجت ... إلا بدمعكما من الوجد
ما مثل نعماها اذا اشتملت ... إلا اشتمال فم على خدّ
إن كنتما لا تشربان معى ... خوف الإله شربتها وحدى
وأخبار الحسن بن هانىء فيها كثيرة، وفيما أوردناه منها كفاية.
ومنهم: الثّروانىّ،
كان شاعرا مطبوعا بليغا، من أهل الخلاعة المشهورين.
وكان آخر أمره أن أصيب في حانة خمّار بين زقّى خمر وهو ميت. وهو القائل فيها:
كرّ الشراب على نشوان مضطجع ... قد هب يشربها والدّيك لم يصح
والليل في عسكر حمر بوارقه ... من النجوم، وضوء الصبح لم يضح
والعيش لا عيش إلا أن تباكرها ... نشوان تقتل همّ النفس بالفرح
حتى يظلّ الذى قد بات يشربها ... ولا مراح به يختال كالمرح