الملك يؤامر نفسه فى خطبتها، فقالت: أبيت اللّعن! إن تابعى غيور، ولأمرى صبور، وناكحى مقبور، والكلف بى ثبور. فنهض الملك مبادرا، فجال فى صهوة جواده، وانطلق فبعث إليها بمائة ناقة كوماء.
ويشبه ما ذكرناه رؤيا الموبذان وقد تقدّمت فى أخبار الكهان.
ومن ذلك ما روى عن لهيب بن مالك اللهبىّ أنه قال:
حضرت عند «١» رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت الكهانة «٢» فقلت: بأبى أنت وأمى يا رسول الله! نحن أوّل من عرف حراسة السماء وزجر الشياطين، ومنعهم من استراق السمع عند القذف بالنجوم؛ وذلك أنا اجتمعنا إلى كاهن لنا يقال له خطر بن مالك، وكان شيخا كبيرا قد أتت عليه مائة سنة وثمانون سنة، وكان أعلم «٣» كهّاننا، فقلنا له:
يا خطر «٤» ، هل عندك علم من هذه النجوم التى يرمى بها؟ فإنا قد فزعنا لها، وقد خفنا سوء عاقبتها، فقال: ائتونى بسحر «٥» ، أخبركم الخبر، بخير أم ضرر «٦» . وأمن أم حذر؛ قال: فانصرفنا عنه يومنا، فلما كان من غد فى وجه السحر أتيناه، فإذا هو قائم على قدميه شاخص إلى السماء بعينيه، فناديناه يا خطر، فأومأ إلينا أن امسكوا