جعل الإله لكلّ قوم سادة ... وبنو المدبّر سادة الكتّاب
وفى سنة أربع وخمسين وأربعمائة فى المحرم توفّى الوزير أبو محمد عبد الكريم، فردّت الوزارة إلى أخيه أبى على أحمد «١» بن عبد الحاكم، وكان يلى قضاء القضاة؛ وصرف عن الحكم فى صفر، ثم صرف عن الوزارة، وقيل إنه صرف عنها بعد سبعة عشر يوما من ولايته. وأعيد البابلى مرة ثالثة فى شهر ربيع الأول من السنة، واستعفى بعد خمسة أشهر، فاستوزر المستنصر سديد الدّولة أبا عبد الله الحسين «٢» بن على الماسكى، وكان يلى نظر الدّواوين بدمشق، ثم صرف فى شوال وأعيد البابلىّ.
[ذكر الفتنة الواقعة التى أوجبت خراب الديار المصرية]
كان ابتداء هذه الفتنة فى سنة أربع وخمسين وأربعمائة. وسببها أنّ المستنصر بالله كان فى كلّ سنة يركب على النّجب ومعه النّساء والخمر «٣» إلى المكان المعروف بجبّ عميرة «٤» ، وهو موضع نزهة. ويذكر أنّه خرج يريد