للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهدايا، فتوجهوا، وكان خروج رسل الملك أزبك من بين يدى السلطان فى يوم الاثنين السادس من شوال، بعد أن شملهم بالخلع والإنعام، وتوجهوا فى يوم الجمعة عاشر الشهر.

[ذكر وفاة الأمير ركن الدين بيبرس [١] المنصورى]

/ وفى ليلة الخميس المسفر صباحها عن خامس عشرين شهر رمضان المعظم من هذه السنة كانت وفاة الأمير ركن الدين بيبرس الدّوادار المنصورى، وهو من أكابر مماليك السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون فى زمن إمرته، وكان رحمه الله تعالى أجلّ الأمراء فى وقته لا يتخطّاه أحد، ولا يجلس فى مرتبته، وهو رأس الميسرة [٢] ، وتأمّر فى ابتداء الدولة المنصورية السيفية، ثم فوض السّلطان الملك المنصور إليه نيابة قلعة الكرك كما تقدم، ونقل منها إلى الديار المصرية فى جملة الأمراء فى الدولة الأشرفية الصّلاحية، وردّ إليه فى/ (٢٠٤) ابتداء الدولة الناصرية أمر ديوان المكاتبات لصغر سن السّلطان فى ذلك الوقت، وتنقلّ فى المراتب؛ فكان ينوب عن السلطنة الشريفة فى الغيبة، ثم ولى نيابة دار العدل الشريف، ونظر البيمارستان المنصورى فى أول الدولة النّاصريّة الثالثة، ثم فوض إليه نيابة السلطنة الشريفة استقلالا، ثم قبض عليه بعد ذلك، وأفرج عنه كما تقدم ذكر ذلك، واستقر فى جملة أكابر الأمراء، وجلس رأس الميسرة، وكان رحمه الله تعالى مولعا بالتاريخ، يديم مطالعته، وألف كتابا سماه: «زبدة الفكرة فى تاريخ الهجرة [٣] » فى أحد عشر مجلدا، وتاريخا مختصرا منه فى مجلدين، واستعان على تأليفه فى ابتدائه بكاتبه شمس الرئاسة بن كبر [٤] النصرانى، وكان الأمير ركن الدين رحمه الله تعالى من بقايا الخير.

ولما مات فرق السلطان إقطاعه، فأعطى الأمير علاء الدين مغلطاى الجمالى مدبّر الدولة وأستاذ الدار العالية منه خمسين فارسا على ما بيده،


[١] ركن الدين بيبرس بن عبد الله المنصورى الخطائى الدوادارى ترجمته فى ابن حجر (الدرر ١/٥٠٩ و ٥١٠) والمقريزى (السلوك ٢/٢٦٩) وابن تغرى بردى (النجوم ٩/٢٦٣) .
[٢] فى النجوم الزاهرة (٩/٢٦٤) «رأس الميمنة» .
[٣] هذا الكتاب رأيت نسخة منه مصورة فى مكتبة جامعة القاهرة سنة ١٩٥٠.
[٤] فى ك تقرأ «ركبى» وما أثبتناه من «أ» ص ٢٠٤ لموافقته (النجوم ٩/٢٦٤) والسلوك (٢/٢٦٩) والدرر (١/٥١٠) وعبارته نقلا عن الصفدى: «وأعانه على كتابة التاريخ كاتب له نصرانى يقال له «ابن كبر» .