للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر خبر خاتم سليمان عليه السلام]

قال الكسائىّ: وأوحى الله تعالى إلى جبريل- عليه السلام- أنه قد سبق فى علمى أنى أملّك سليمان الدنيا، ليعلم الجن والإنس أنى لم أخلق خلقا هو أفضل من ذريّة آدم؛ وأمره أن يأخذ خاتم الخلافة من الجنة ويأتيه به. فجاء جبريل إلى سليمان ومعه الخاتم وهو يضىء كالكوكب الدرّىّ، ورائحته كالمسك، وعليه كتابة «١» بغير قلم، وهى: لا إله إلا الله محمد رسول الله. فأعطاه لسليمان وقال له: هنيئا لك يا بن داود بهذه الهديّة، وكان فى يوم الجمعة لسبع وعشرين «٢» خلت من المحرّم.

فلما صار الخاتم فى كفّ سليمان لم يتمكن من النظر إليه حتى قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وكذلك كل من كان ينظر إليه «٣» .

قال وقيل: إن الخاتم أنزل من تحت العرش من نور برهان الله، وقيل لسليمان: لا تنزعه من كفّك إلا بأمانة، وجعل الله عزّه فيه، فتختمّ سليمان به وصعد على كرسيّه واستقبل الناس بوجهه ورفع اليه الخاتم وهو يلمع، وقال: هذا الخاتم جمع فيه عزّى وسلطانى وفضّلنى به ربى على العالمين، وسلّطنى على كل شيطان مريد. ثم سجد شكر الله تعالى وسجد معه الناس. ثم نزل عليه بعد نزول الخاتم:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*

فكان لا يقرؤها على شىء إلا خضع وذلّ، فتلاها على بنى إسرائيل فلم يسمعها أحد إلا امتلأ فرحا. ثم أمر بعد ذلك باتخاذ البيض والسيوف، فكان عنده اثنا عشر ألف درع من نسج داود.