للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر قتل رجل ادعى النبوة بدمشق]

وفى هذه السنة ادعى رجل بدمشق اسمه أقجبا رومى الجنس، من مماليك الأمير ركن الدين بيبرس التاجى أنه نبى وتسمى عبد الله وكان قبل ذلك يلازم الجامع بدمشق ويكثر من تلاوة القرآن فادعى ذلك وأصر عليه ورجع فلم يرجع وخوف بالقتل فلم يفد ذلك فاعتقد أولياء الأمر أن يكون قال هذا القول من حاجة مسته أو فاقة، فوعد بإزالة ضرورته وأن يرتب له كفايته، فأبى قبول ذلك وأصر على دعواه فضربت عنقه بظاهر دمشق فى يوم الإثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول.

[ذكر تجريد طائفة من العسكر إلى مكة شرفها الله تعالى [١] وخبر مقتل حميضة بن أبى نمى]

كان السلطان لما كان بمكه شرفها الله تعالى سأله المجاوزون بمكة ومن بها من التجار أن يخلف بها عسكرا يمنع عز الدين حميضة بن أبى نمى إن هو قصد أهل مكة بسوء، فجرد ممن كان معه الأمير شمس الدين آق سنقر ومعه، مائة فارس فأقام بمكة فلما عاد السلطان إلى قلعة الجبل جرد الأمير سيف الدين بيبرس الحاجب [كان] وهو من الأمراء مقدمى الألوف ببعض عدته وجرد معه جماعة من المماليك السلطانية، فكانت عدة من توجه معه مائة فارس وخرج من القاهرة فى يوم الأربعاء السادس من شهر ربيع الأول من هذه السنة ووصل إلى مكة شرفها الله تعالى، وأقام بها ومنع أهلها من حمل السلاح السكين فما فوقها وبعث إلى الأمير عز الدين حميضة وكان بقرب نخلة تستميله إلى مراجعة الطاعة والتوجه إلى الأبواب السلطانية فسأل رهينة عنده من أولاد الأمير ركن الدين تكون عند أهله ويحضر فأجاب الأمير ركن الدين إلى ذلك وجهز أحد أولاده، وهو الأمير على وجهز معه هدية لحميضة ولم يبق إلا أن يتوجه فأتاه فى ذلك اليوم رجل من العرب وأخبره بقتل حميضة فأنكر وقوع ذلك وظن أن ذلك مكيدة لأمر ما، لكنه توقف عن إرسال ولده حتى يتبين


[١] وانظر إتحاف الورى بأخبار أم القرى ٣: ١٦٦- ١٦٩.