للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يمرّ علىّ لا بدّ لى منه. قال عيسى: هذا الثور لقوم مساكين ليس لهم سواه، ولكن انطلق إلى برّيّة كذا وكذا، فإنك سترى جملا ميّتا فكله، واترك هذا الثور لأصحابه، فمضى الأسد نجو الميتة وتركهم. والله أعلم بالصواب.

[معجزة أخرى:]

قال: ثم ساروا، فرأوا قوما قد اجتمعوا بالقرب من دار ملك من الملوك. فقال لهم عيسى: ما وقوفكم هاهنا؟. قالوا: امض أيها الصبىّ لشأنك. قال: أتحبّون أن أخبركم بوقوفكم؟ قالوا نعم. قال: إنكم تريدون دخول هذه الدار اذا جنّ الليل فتأخذون مال هذا الملك، فلا تفعلوا فإنه مؤمن، ودلّهم على كنز وقال: إنه كان لقوم ماتوا، فسار أولئك إليه واقتسموا منه مالا عظيما.

[معجزة أخرى:]

قال: ثم ساروا حتى دخلوا قرية عامرة وقد اجتمع الناس على باب ملكها ومعهم صنم من حجر وهم يبكون ويسجدون لذلك الصنم. فقال عيسى: ما شأنكم أيها القوم؟

فقالوا: إنّ امرأة هذا الملك قد عسر عليها وضع الولد، وقد أمرنا الملك أن نسجد لهذا الصنم ونسأله أن يخفّف عنها ما هى فيه. قال عيسى: اذهبوا الى الملك وقولوا له: لو وضعت يدى على بطنها يخرج الولد عاجلا. فأخبروا الملك فقال:

ائتونى به، فأدخلت مريم وعيسى على الملك، فعجب من نطقه وهو صغير، وأدخل على المرأة، فقال عيسى: إن أخبرتك بما فى بطنها وخرج كما أقول أتؤمن بربّى الذى خلقنى من روحه؟. قال نعم. قال عيسى: فى بطنها غلام على خدّه خال أسود، وعلى ظهره شامة بيضاء، ثم وضع يده على بطن المرأة وقال: أيها الجنين، بالذى خلق الخلق وأسبغ عليهم سعة الرزق اخرج. فخرج الولد على ما وصفه عيسى.