للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول الشاعر «١» :

بعيدة مهوى الفرط إما لنوفل ... أبوها وإمّا عبد شمس وهاشم

أراد يذكر طول جيدها [فأتى بتابعه «٢» وهو بعد مهوى القرط] ، وكقول ليلى الأخيليّة:

ومخرّق عنه القميص تخاله ... وسط البيوت من الحياء سقيما

كنت عن جوده بخرق القميص من جذب العفاة له عند ازدحامهم لأخذ العطاء، وأمثال ذلك. قال:

والكناية تكون فى المثبت كما ذكرنا، وقد تكون فى الإثبات وهى ما إذا حاولوا إثبات معنى من المعانى لشىء فيتركون التصريح بإثباته له، ويثبتونه لما له به تعلّق، كقولهم: المجد بين ثوبيه، والكرم بين برديه، وقول الشاعر «٣» :

إن المروءة والسماحة والندى ... فى قبّة ضربت على ابن الحشرج.

قال: واعلم أن الكناية ليست من المجاز لأنك تعتبر فى ألفاظ الكناية معانيها «٤» الأصلية، وتفيد بمعناها معنى ثانيا هو المقصود، فتريد بقولك: كثير الرماد حقيقته «٥» وتجعل ذلك دليلا على كونه جوادا، فالكناية ذكر الرديف وإرادة المردوف.

وأما التعريض-

فهو تضمين الكلام دلالة ليس لها ذكر، كقولك: ما أقبح البخل! لمن تعرّض ببخله، وكقول محمد بن عبد الله بن الحسن: لم يعرق فى أمّهات الأولاد، يعرّض بالمنصور بأنه ابن أمة، وأمثال ذلك.

[وأما التمثيل]

- فإنما يكون من باب المجاز اذا جاء على حدّ الاستعارة، مثاله قولك للمتحيّر «٦» : فلان يقدّم رجلا ويؤخر أخرى، فلو قلت: إنه فى تحيّره كمن يقدّم