قال المؤرخ «١» : ولما حجّ المنصور في سنة أربع وأربعين ومائة أرسل محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة «٢» ومالك بن أنس إلى بنى الحسن وهم في الحبس، يسألهم «٣» أن يدفعوا إليه محمدا وإبراهيم ابنى عبد الله، فدخلا عليهم وعبد الله قائم يصلى فأبلغاهم الرسالة، فقال حسن بن حسن أخو عبد الله: هذا عمل ابنى المشئومة!! أما والله ما هذا عن رأينا ولا عن ملأ منّا ولا لنا فيه حيلة «٤» فقال له أخوه إبراهيم: علام تؤذى أخاك في ابنيه؟! وتؤذى ابن أخيك في أمه؟! ثم فرغ عبد الله من صلاته فأبلغاه الرسالة، فقال:
والله، لا أرد عليكما حرفا، إن أحبّ أن يأذن لى فألقاه فليفعل، فانطلق الرسولان إلى المنصور فأبلغاه قوله، فقال: أراد أن يسحرنى لا والله لا ترى عينه عينى حنى «٥» يأتينى بابنيه، وكان عبد الله بن حسن لا يحدّث أحدا قط إلا فتله «٦» عن رأيه.
ثم سار المنصور لوجهه، فلما حجّ ورجع لم يدخل المدينة ومضى إلى