عامل مصر، وقيل له إنّه على الوثوب بك، والقيام عليك بمن شايعه، فقبضه وأرسله إلى المنصور، فاعترف له وسمّى أصحاب أبيه، وكان فيمن سمّى عبد الرحمن بن أبى الموال «١» وأبو جبير «٢» ، فضربهما المنصور وحبسهما وحبس عليا، فبقى محبوسا إلى أن مات؛ وكتب المنصور إلى رياح أن يحبس معهم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان المعروف بالديباج، وكان أخا عبد الله بن حسن بن حسن لأمه- أمهما جميعا فاطمة بنت الحسين بن على رضى الله عنهما؛ فأخذه معهم، وقيل إن المنصور حبس عبد الله بن حسن بن حسن بن على وحده وترك باقى أولاد حسن، فترك حسن بن حسن بن حسن خضابه حتى نصّل حزنا على أخيه عبد الله، فكان المنصور يقول: ما فعلت الحادّة؟ ومرّ حسن بن حسن بن حسن على إبراهيم بن حسن وهو يعلف إبلا فقال: أتعلف إبلك وعبد الله محبوس!! يا غلام- أطلق عقلها ففعل، ثم صاح في أدبارها فلم يوجد منها بعير، فلما طال حبس عبد الله بن حسن قال عبد العزيز بن سعيد للمنصور:
أتطمع في خروج محمد وإبراهيم وبنو حسن مخلّون؟! والله للواحد منهم أهيب في صدور الناس من الأسد، فكان ذلك سبب حبس الباقين في سنة أربع وأربعين «٣» .