ولنبدأ بذكر آبائه، وابتداء أمرهم على سبيل التلخيص والاختصار، لتكون أخبارهم سياقة، يتلو بعضها بعضا. فأما يقاق «١» ، وقيل فيه دقاق، ومعنى يقاق: الفوس الجديدة، فكان رجلا تركيا شهما، صاحب رأى وتدبير، وهو أول من دخل في دين الإسلام، وكان مقدم طائفته من الأتراك، ومرجعهم إليه، لا يخالون له قولا، وكان ملك الترك في زمانه «٢» بيغوا يتدبر برأيه، ويقتدى بمشورته، ويستصحبه في حروبه، فيقال: إن بيغو جمع عساكره، وأرادوا المسير إلى بلاد الإسلام، فنهاه يقاق عن ذلك، وطال الخطاب بينهما، فأغلظ له ملك الأتراك في الكلام، فلطمه يقاق فشجّ رأسه فثاربه خدم بيغو، وأرادوا قتله، فمانع عن نفسه، واجتمع من أصحابه من مانع عنه، ثم صلح الأمر بينهما، فكان يقاق عند بيغو إلى أن مات. وخلف ولده سلجق.