وكنيته أبو الفرج؛ وهو أوّل من خوطب بالوزارة فى دولتهم. وكان يهوديّا من أهل بغداد، فهاجر منها إلى الشام ونزل الرّملة، فجلس وكيلا للتّجار بها، فاجتمع عنده مال فاكتنزه، وسافر إلى مصر. واتّصل بخدمة كافور، فتاجر فى متاع كان يحيله بثمنه على الضياع، فكان إذا احتيل على عمل بمال لا يخرج منه حتى يعلم مستخرجه ونفقته وارتفاعه، فعلم أحوال ديار مصر، فأخبر كافور به، فقال: لو كان هذا مسلما لصلح أن يكون وزيرا.
فبلغه ذلك، فأسلم على يدى كافور، فى يوم الجمعة فى الجامع العتيق، فى سنة خمسين وثلاثمائة.
ثم تعلّقت به مطالبات ديوانيّة فى الدولة الإخشيدية فهرب بسببها من مصر، فلقى العسكر المغربىّ قاصدا مصر فعاد فى صحبته، فلمّا ملك القائد جوهر مصر تصرّف ابن كلّس فى الأمور الدّيوانيّة مدّة أيام المعز، ثم انتقل إلى خدمة ولده العزيز، فاختصّ به وتمكّن منه، واقتنى الأموال، فاستوزره فى يوم الجمعة ثامن عشر شهر رمضان سنة ثمان وستين «١» وثلاثمائة؛ وأقطعه بمصر والشام فى كلّ سنة ثمانية آلاف دينار- وبسط يده فى الأموال، وكتب اسمه على الطّرز «٢» ، وابتدأ بنفسه فى المكاتبات والعنوانات. من يعقوب بن يوسف وزير أمير المؤمنين.