وتمكن من الدولة حتى أسقط المغاربة، واستخدم المشارقة، فى سنة سبعين وثلاثمائة، من التّرك والإخشيدية. وأذل جوهرا الرّومى غلام المعزّ وجعله على المرمّة. وكان [جوهر]«١» يقول: قبح الله طول هذا العمر الذى أحوج لمثل هذا.
ثم نكبه العزيز النكبة التى ذكرناها فى سنة ثلاث وسبعين، ثمّ أطلقه وأعاده إلى الوزارة، وقال له: عزلت بالإغراء، ورددت بصمم الآراء.
ووهب له ألفا وخمسمائة غلام كما ذكرنا «٢» .
ولم يزل ابن كلس على ذلك إلى أن توفى لستّ خلون من ذى الحجة، سنة ثمانين وثلاثمائة.
ولمّا مرض مرضته التى مات فيها ركب العزيز إليه، وعاده، وقال له:
وددت أنّك تباع فأبتاعك بملكى وولدى.
ولمّا مات أمر العزيز أن يدفن فى داره فى قبة كان بناها لنفسه؛ وحضر جنازته وصلّى عليه، وألحده فى قبره.
وبلغ قيمة الكفن الذى أنفذه العزيز له، وهو خمسون ثوبا مثقلة سبعة آلاف دينار. وانصرف من دفنه، وأظهر الحزن وأغلق الدّواوين ثمانية عشر يوما، وعطّل الأعمال أياما، واشتملت تركته على مال عظيم.
ولم يستوزر [العزيز]«٣» بعده أحدا بل ضمن أموال الدّولة بجماعة من المستخدمين وجعل الغالب عليهم عيسى بن نسطورس النّصرانى، فمال إلى