للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لليلتين خلتا من جمادى الأولى سنة ثلاثمائة. فحاصرها وضيّق على من بها حتى أكلوا الجيف، ففتحوا فى آخر شهر رجب من السّنة، فعفا عنهم، لكنّه غرّمهم جميع ما أنفق من مال وغيره، وكانت جملته ثلاثمائة ألف وأربعين ألف دينار، وحمل وجوه رجالهم معه إلى رقّادة رهائن، واستخلف عليها، وانصرف.

ذكر بناء مدينة المهديّة

وفى سنة ثلاثمائة «١» خرج عبيد الله إلى تونس وقرطاجنة وغيرها، يرتاد لنفسه موضعا على ساحل البحر يبتنى به مدينة، فاختار موضع المهديّة، فأمر ببنائها وتحصينها بالسّور وأبواب الحديد المحكم، فجعل فى كلّ مصراع من الحديد مائة قنطار. وكان ابتداء الشّروع فى بنائها فى يوم السّبت لخمس خلون من ذى القعدة «٢» من السنة. وانتقل إليها فى سنة ثمان وثلاثمائة.

قال: ولمّا عزم على الانتقال إليها ثقل ذلك على جنده، فقال: نحن ننتقل إليها وندعكم بمكانكم، وعمّا قليل ستنتقلون. ففعلوا ذلك، فما كان إلّا أن أرسل الله عليهم أمطارا غزيرة، فهدمت مساكنهم، فسألوه النّقلة إليها فأذن لهم.

وفى سنة ثلاث وثلاثمائة خرج ولىّ العهد أبو القاسم إلى الدّيار المصريّة.