للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرحمن بن عبد الله- من ولد عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو أول من دوّن الشهود.

[ذكر شىء من سيرة الرشيد وأخباره]

قيل: كان الرشيد يصلى فى كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا، لا يقطعها إلا فى مرض، وكان يتصدق من صلب ماله فى كل يوم بألف درهم، وكان إذا حجّ حجّ معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لم يحج أحجّ ثلاثمائة رجل بالنفقة التامة والكسوة، وكان يحب الشعر والشعراء، ويميل إلى أهل الأدب والفقه، ويكره المراء فى الدين، وكان يحب المديح لا سيما من شاعر فصيح، ويجزل العطاء عليه، ولما مدحه مروان بن أبى حفصة بقصيدته التى منها:

وسدّت بهارون الثغور فأحكمت ... به من أمور المسلمين المرائر

أعطاه خمسة آلاف دينار وعشرة من الرقيق الرومى وبرذونا من خاص مراكبه.

وقيل: اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره من جدّ وهزل، ووزراؤه البرامكة لم ير مثلهم فى السخاء، وقاضيه أبو يوسف وشاعره مروان بن أبى حفصة، ونديمه عم أبيه العباس بن محمد، وحاجبه الفضل بن الربيع، إربة الناس، ومغنيه إبراهيم الموصلى، واحد عصره فى صناعته، وضاربه زلزل، وزامره برصوما، وزوجته أم جعفر بنت جعفر، أرغب الناس فى خير، وأسرعهم إلى كل برّ، وأمه الخيزران أم الخلفاء.

قال: وبذل الرشيد الأمان للطالبيين، وأخرج الخمس لبنى هاشم، وقسم للذكر والأنثى خمسمائة، وفرض لأبناء المهاجرين والأنصار، وعمر طرسوس وجعل فيها جماعة من الموالى رحمه الله تعالى.