للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان لحمدان أبناء كثيرون. منهم الأمير أبو الهيجاء عبد الله، والمملكة في أولاده.

[ذكر ابتداء امارة أبى الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون بالموصل]

كان ابتداء إمارته في سنة اثنتين وتسعين ومائتين. وذلك أن الخليفة المكتفى «١» بالله استعمله على الموصل وأعمالها في هذه السنة، فسار إليها وقدمها في «٢» أول المحرم، فأقام بها يوما واحدا، وخرج من الغد بمن قدم معه وبمن فيها، فأتاه الصريخ من نينرى أن الأكراد [الهذانية] «٣» ، ومقدمهم محمد بن بلال قد أغار على البلد، فسار من وقته، وعبر الجسر إلى الجانب الشرقى، فلحق الأكراد بالعروبة على [الخازر] «٤» ، فقاتلوه فقتل رجل من وجوه أصحابه اسمه سيما الحمدانى، فعاد عنهم، وكتب إلى الخليفة يستمده، فأتته العساكر بعد شهور، فسار في شهر ربيع الأول سنة أربع وتسعين إليهم، وكانوا قد اجتمعوا في خمسة آلاف بيت، فلما عاين الأكراد الجيش قصدوا جبل السّلق، وامتنعوا به وهو جبل عال مشرف على الزاب، وجاء مقدمهم إلى أن قرب من أبى الهيجاء، وراسله في الحضور عنده،