للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن يرهن أولاده عنده، ويتركون القتال، فأجابه أبو الهيجاء إلى ذلك، ورجع محمد بن بلال ليأتى بالرهائن، فحثّ أصحابه على المسير نحو أذربيجان، فبلغ بن حمدان خبره، فأراه النجدة التى وصلت إليه من قبل الخليفة على المسير معه، فتثبطوا عنه، فسار عبد الله بأصحابه يقفوا أثر الأكراد، فلحقهم وقد تعلقوا بالجبل المعروف بالقنديل، فقتل منهم جماعة، وانصرف عنهم، ولحق الأكراد بأذربيجان، ورجع عبد الله إلى الموصل، ثم خرج إلى الأكراد، وحاصرهم بجبل السّلق أشد حصار، فنجا محمد بن بلال بأهله وأولاده ومن لحق بهم، واستولى عبد الله على بيوتهم وسوادهم وأموالهم وأهليهم، فطلبوا الأمان فأمنهم، وأبقى عليهم وردهم إلى بلدهم، ورد عليهم أموالهم، وقتل منهم قاتل صاحبه سيما، وأمنت البلاد معه، وأحسن السيرة في أهلها «١» ، ثم حضر إليه محمد بن بلال بأمان، وأقام بالموصل «٢» ، وتتابع الأكراد الحميدية وأهل جبل داسن «٣» إليه بالأمان، فأمنت البلاد، واستقامت، ولم تزل كذلك إلى سنة إحدى وثلاثمائة.