فقال لها: تمنّى. فقالت: أتمنى الأرض المجاورة للمقسم. فقال: هى لك. فعرفت الأرض بأرض الطبّالة «١» إلى وقتنا هذا.
ذكر القبض على الوزير أبى محمد الحسن «٢» بن على ابن عبد الرّحمن اليازورى وقتله وشىء من أخباره
وفى المحرّم سنة خمسين وأربعمائة سعى بالوزير المذكور عند المستنصر بالله أنّه كاتب السّلطان طغرلبك السّلجوقى وحسّن له قصد الدّيار المصريّة، فقبض عليه وجهّزه إلى تنّيس، ثم أمر بقتله، فقتل فى الثانى والعشرين من صفر «٣» منها. وكان من أكابر وزراء ملوك هذه الدّولة.
قال المؤرخ: كان والد اليازورى قاضى يازور، وهى قرية من أعمال الرّملة، فلمّا توفّى خلفه ولده الحسين المذكور، ثمّ عزل عنها، فقدم مصر وسعى فى إعادته لحكم يازور، فرأى من قاضى مصر اطّراحا لجانبه، فصحب رفق المستنصرىّ- وكان خصيصا بوالدة المستنصر، فكلّم القاضى فى أن يسمع قوله بمصر ففعل. فلمّا قتل أبو سعيد التّسترى أشار رفق على [٦٦] والدة المستنصر أن يكون اليازورى وزيرها، فرتّبته فى وزارتها، فخافه الوزير أبو البركات الجرجرائى أن يلى الوزارة، فسعى له فى الحكم