الثلاثاء، وأقام فيه إلى يوم الثلاثاء الكائن بعده، وتحصن «١» أهل حلب في القلعة بما أمكنهم من الأموال، واستولى الدمستق على البلد بما فيها، ثم فارقها، ورجع سيف الدولة إليها، وقد ذهب أكثر أمواله، فبعثت له أخته هدية من ميّافارقين كان من جملهتا مائة ألف دينار.
[ذكر وفاة سيف الدولة]
كانت وفاته رحمه الله في الضحى من نهار الجمعة لخمس بقين من صفر سنة خمس وخمسين وثلاثمائة «٢» ، وكان مولده في يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذى الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة، فكان عمره اثنين وخمسين سنة وشهرين وثمانية أيام. وكانت مدة ملكه نحوا من ثلاثين سنة. وكان شجاعا كريما معجبا بارائه محبا في الفخار والبذخ مظفرا في حروبه جائرا على رعيته، اشتد بكاء الناس منه وعليه، وكان له من الأولاد خمسة. وهم: أبو الهيجاء عبد الله، توفى فى حياة أبيه في صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. وأبو البركات وهو أكبرهم، توفى في حياة أبيه في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. وأبو المعالى شريف، وهو الذى ملك بعد أبيه. وأبو المكارم مات في حياته. وست الناس ابنته.
كتابه: أبو الحسن «٣» على بن الحسين المغربى والد الوزير.