للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعقوب بنزع خف نفسه فتساقط منه كسر يابسة، فقال: يا طوق هذا خفّى لم أنزعه من رجلى منذ شهرين، وخبزى فيه منه آكل، وأنت جالس في الشرب، ثم دخل كرمان وملكها مع سجستان.

[ذكر ملكه فارس]

قال: ولما بلغ على بن الحسين صاحب فارس ما فعله يعقوب بطوق أيقن بمجيئه إليه وكان بشيراز، فجمع جيشه وصار إلى مضيق خارج شيراز، من أحد جانبيه جبل لا يسلك، ومن الآخر نهر لا يخاض على رأس المضيق، وهو مضيق لا يسلكه إلا واحد بعد واحد وقال: إن يعقوب لا يقدر على الجواز إلينا، وأقبل يعقوب حتى دنا من ذلك المضيق ونزل على ميل منه، وسار وحده ومعه رجل آخر فنظر إلى المضيق والعسكر فسبّه أصحاب علىّ وهو ساكت، ثم رجع إلى أصحابه، فلما كان الغد سار حتى صار إلى طريق المضيق مما يلى كرمان، وأمر أصحابه بالنزول وحطّ الأثقال ففعلوا وركبوا دوابّهم وأخذ يعقوب كلبا كان قد ألفه فألقاه في الماء، فجعل يسبح إلى جانب أصحاب علىّ، وكان علىّ وأصحابه قد ركبوا لينظروا إلى فعله ويضحكون منه، فألقى يعقوب نفسه وأصحابه في الماء على خيولهم وبأيديهم الرماح، وجعلوا يسيرون خلف الكلب، فلما رأى علىّ يعقوب وقد قطع عامّة النهر تحيّر في أمره، وانتقض عليه ما كان قد دبّره، وخرج أصحاب يعقوب فلما صار أوائلهم في البرّ هرب