وهبها كشىء لم يكن أو كنازح ... به الدار أو من غيّبته المقابر
فاستوفى جميع أقسام المعدوم؛ وقول أبى تمّام فى الأفشين لما احترق بالنار:
صلّى لها حيّا وكان وقودها ... ميتا ويدخلها مع الفجّار
ومن قديم ما فى ذلك من الشعر قول زهير:
وأعلم ما فى اليوم والأمس قبله ... ولكننى عن علم ما فى غد عمى
ومن النادر فى صحة الأقسام قول عمر بن أبى ربيعة:
تهيم إلى نعم فلا الشّمل جامع ... ولا الحبل موصول ولا أنت مقصر
ولا قرب نعم إن دنت لك نافع ... ولا بعدها يسلى ولا أنت تصبر.
[وأما التوشيح]
- فهو أن يكون معنى الكلام يدلّ على لفظ آخره، فيتنزل المعنى منزلة الوشاح، ويتنزّل أوّل الكلام وآخره منزلة العاتق والكشح اللذين يجول عليهما الوشاح.
وقال قدامة: هو أن يكون فى أوّل البيت معنى إذا علم علمت منه قافية البيت بشرط أن يكون المعنى المقدّم بلفظه من جنس معنى القافية بلفظه «١» ، كقول الراعى النّميرىّ: