يأخذون ربحها خاصة ورؤوس الأموال باقية، يؤخذون ويراعون فى الوقت بعد الوقت كيف حفظهم لها. وفرق السلاح عليهم وأمرهم أن يجعلوه فى الدكاكين والبيوت، حتى إذا دهم أمر ليلا أو نهار كان سلاح كلّ واحد معه، وكان يشهد الجنائز ويعود المرضى.
وكانت قرطبة فى أيامه حرما يأمن فيه كلّ خائف، ولم تزل أيامه على أحسن نظام وأكمل اتّاق إلى أن توفى فى صفر سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، وتولى بعده ابنه محمد.
[ذكر ولاية أبى الوليد محمد بن جهور]
ولى بعده أبيه فجرى على سنّته فى تدبير الأمور ورعاية قلوب الرعية إلى أن مات، وغلب عليها الأمير الملقّب بالمأمون صاحب طليطلة إلى أن مات، ثم استولى ابن عباد على قرطبة على ما نذكره.
[ذكر أخبار مدينة طليطلة]
ومن ملكها بعد بنى أمية وكيف كان استيلاء الفرنج عليها أول من تغلّب عليها بعد بنى أمية مع بقائهم بقرطبة رجل يقال له ابن يعيش، وذلك أن أهلها لما خلعوا طاعة بنى أمية قدّموه على أنفسهم وولّوه أمرهم، فلم تطل مدته. وصارت رئاسته إلى إسماعيل ابن عبد الرحمن بن عامر بن مطرّف بن ذى النون الهوارى «١» ، فتغلب على طليطلة. ولم تزل بيده إلى أن توفى فى سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، فقام بعده ابنه.