كانت وفاته فى ثالث صفر سنة ست وسبعين وخمسماية وكان مرضه السل، فطال به، ثم أدركه سرنيام «١» فمات، وعمره نحوا من ثلاثين سنة، وكانت مدة ولايته عشر سنين وشهورا وكان حسن الصورة تام القامة أبيض اللون. وكان عاقلا وقورا قليل الالتفات إذا ركب وإذا جلس ولم يذكر عنه فى نفسه ما ينافى العفاف. وكان شديد الغيرة لا يدخل دوره غير الخدام الصغار فإذا كبر أحدهم منعه. وكان لا يحب سفك الدماء ولا أخذ الأموال على شحه وجبنه.
ولما اشتد مرضه أوصى بالملك لولده معز الدين سنجرشاه، وكان عمره حينئذ اثنتى عشرة «٢» سنة، فخاف على الدولة من ذلك، لتمكن صلاح الدين يوسف بالشام، وامتنع عز الدين مسعود من الموافقة والأيمان. فأشار الأمراء أن يكون الملك بعده لعز الدين مسعود أخيه. ففعل، وجعل لولده سنجرشاه جزيرة ابن عمر وقلاعها، وجعل قلعة الحميدية لولده الصغير ناصر الدين كسك «٣»