[ذكر ابتداء حال الملك الأفضل نجم الدين أيوب وأخيه أسد الدين شيركوه]
قال المؤرخ: قدم نجم الدين أيوب وأخوه أسد الدّين شيركوه من بلد دوين إلى العراق فى خلافة المسترشد بالله «١» ، وخدما مجاهد الدين بهروز شحنة بغداد. فرأى من نجم الدّين عقلا ورأيا وحسن سيرة، وكان أسنّ من أخيه أسد الدّين، فجعله مجاهد الدين دزدارا «٢» بقلعة تكريت «٣» ، وكانت له، فسار إليها ومعه أسد الدّين.
وقيل بل كان نجم الدّين قد خدم السّلطان محمد بن ملكشاه السّلجقى «٤» ، فرأى منه أمانة وعقلا، وسدادا وشهامة، فولّاه قلعة تكريت، فقام بها أحسن قيام. فلمّا ولى السّلطان مسعود «٥» أقطع قلعة تكريت لمجاهد الدّين بهروز، فأقرّ نجم الدّين فى الولاية. وكان أتابك عماد الدّين زنكى بن آق سنقر، والد السّلطان الشّهيد نور الدّين لمّا انهزم من قراجا السّاقى فى سنة ستّ وعشرين وخمسمائة، كما ذكرناه «٦» ، بلغت به الهزيمة إلى تكريت، فقام نجم الدّين بخدمته أتمّ قيام، وأقام له