حماما والحمام أسرع الطير وأكثر اجتهادا فى السرعة إذا كثر عددهنّ، وذلك أنه يشتدّ طيرانه عند المسابقة والمنافسة. وقال:«يحفّه جانبا نيق وتتبعه» ، فأراد أن الحمام إذا كان فى مضيق من الهواء كان أسرع من أن يتسع عليه الفضاء. والله أعلم بالصواب.
[ذكر ما قيل فى طوق الحمامة]
يقال: إنّ نوحا صلى الله عليه وسلم لما كان فى السفينة بعث الغراب ليكشف له هل ظهر من الأرض موضع، فوقع على جيفة فلم يرجع إليه؛ فبعث بالحمامة، فاستجعلت على نوح الطّوق الذى فى عنقها فجعل لها ذلك جعلا. وفى ذلك يقول أميّة بن أبى الصّلت:
وأرسلت الحمامة بعد سبع ... تدلّ على المهالك لا تهاب
تلمّس هل ترى فى الأرض عينا ... وعاينه من الماء العباب «١»
فجاءت بعد ما ركضت بقطف ... عليه «٢» الثّأط «٣» والطّين الكباب «٤»
فلمّا فرّسوا الآيات صاغوا ... لها طوقا كما عقد السّخاب «٥»
إذا ماتت تورّثه بنيها ... وإن تقتل فليس لها «٦» استلاب