[ذكر أخبار سيف الدين غازى بن قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكى]
ملك الموصل وما كان بيد والده قطب الدين بعد وفاته فى ذى الحجة أو شوال سنة خمس وستين وخمسماية؛ بوصية من أبيه. وكان والده قد أوصى بالملك بعده لولده الأكبر عماد الدين زنكى، فعرف عبد المسيح رأيه عنه. فلما كان فى اليوم الثانى استخلف سيف الدين غازى، فاستقر فى الملك بعد وفاة أبيه، واستولى عبد المسيح على المملكة. ولم يكن لغازى معه غير الاسم، فاتصل ذلك بنور الدين محمود، فأزعجه وأنف منه وكبر لديه، فسار إلى الموصل سنة ست وستين ودخلها من غير قتال. وكان الجند والعوام قد كاتبوه فى تسليم البلد إليه. فلما علم بذلك عبد المسيح كاتبه أيضا وسأله الأمان، فأمنه وقال:«لا سبيل أن يكون بالموصل» ؛ ونقله إلى الشام ودخل نور الدين الموصل فى ثالث عشر جمادى الأولى.، وأقر سيف الدين غازى على الموصل، وولى القلعة خادما يقال له سعد الدين كمشتكين، وجعله دزدارا ثم عاد إلى الشام رحمه الله.
[ذكر ملك سيف الدين غارى البلاد الجزيرية]
كان سبب ذلك أن عمه الملك العادل نور الدين قد استدعاه بعساكر الموصل وديار الجزيرة وغيرها لقصد الغزاة فسار سيف الدين غازى وجعل على مقدمته سعد الدين كمشتكين. فلما كانوا ببعض