للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمين، ومع المسلمين رجل من قريش [١] ، فقطع أرطبون يده، وقتله القرشى [٢] ، وفيه يقول ويشير إلى يده:

فإن يكن أرطبون الرّوم أفسدها ... فإنّ فيها بحمد الله منتفعا

وإن يكن أرطبون الرّوم قطّعها ... فقد تركت بها أوصاله قطعا

[ذكر خبر حمص حين قصد هرقل من بها من المسلمين]

قال [٣] : وفى سنة سبع عشرة قصد الرّوم أبا عبيدة بن الجراح، ومن معه من المسلمين بحمص، وكان المهيّج للرّوم على ذلك أنّ أهل الجزيرة أرسلوا إلى ملكهم، وبعثوه على إرسال الجنود إلى الشام ووعدوه المعونة بأنفسهم. ففعل ذلك. فلما سمع المسلمون باجتماعهم، ضمّ أبو عبيدة إليه مسالحه، وعسكر بفناء مدينة حمص، وأقبل خالد من قنّسرين إليهم، فاستشاره أبو عبيدة فى المناجزة أو التحصن، فأشار بالمناجزة، وأشار سائرهم بالتحصين ومكاتبة عمر، فأطاعهم، وكتب إلى عمر بذلك.

وكان عمر قد اتخذ بكل مصر خيولا على قدره من فضول أموال المسلمين عدّة لكون إن كان، فكان بالكوفة أربعة آلاف فرس، والقيّم عليها سلمان بن ربيعة الباهلىّ، وفى كل مصر من الأمصار


[١] ابن الأثير والطبرى: «من قيس يقال له ضريس» .
[٢] الطبرى وابن الأثير: «القيسى» .
[٣] ابن الأثير ٢: ٣٧٠، وتاريخ الطبرى ٣: ٥٩٩.