[ذكر أخبار الوزراء، ومن ولى وزارة الملك المنصور إلى أن استقر فى الوزارة قاضى القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز]
لما صرف الصاحب شرف الدين الفائزى، فوّضت الوزارة بعده للفقيه: نور الدين بن على بن رضوان القرافى مؤدّب الملك المنصور هذا، وخلع عليه خلع الوزراء. فامتنع أن [يخطّ] بقلمه، أو يكتب على توقيع أو منشور، واستمر كذلك عشرين يوما، واستعفى. فأرسل إليه قاضى القضاة بدر الدين السّنجارى، يلتمس منه أن يتحدث له فى الوزارة، ويعده أنه لا يخرج عن أمره. فقال للسلطان، ولوالدته- وكانت لا تحتجب عنه، فيما قيل- للأتابك: أنا لا أصلح لهذا المنصب، ولا أنفع ولا أنتفع به.
وأشار بالقاضى بدر الدين.
فعند ذلك فوّض للفقيه نور الدين هذا نظر الأحباس والأوقاف، والشافعى والخانقاه والتّرب، وغير ذلك من الأوقاف وفوّضت الوزارة لقاضى القضاة: بدر الدين السّنجارى، فوليها ثلاثة أشهر وأياما، ثم عزل.
وفوّضت الوزارة بعده لقاضى القضاة: تاج الدين عبد الوهاب ابن بنت الأعزّ- وكان قد صرف عن القضاء قبل ذلك، وأعيد قاضى القضاء بدر الدين. وكانت وزارته فى العاشر من شهر رمضان، سنة خمس وخمسين وستمائة.