[ذكر ظهور أبى عبد الله محمد بن الحسين الحسنى المعروف بابن الداعى]
قال ابن الأثير «١» : كان ظهوره في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وذلك أنه هرب من بغداد وسار نحو الديلم، فاجتمع عليه عشرة آلاف رجل، فهرب ابن الناصر العلوى من بين يديه، وتلقّب ابن الداعى بالمهدى لدين الله، وعظم شأنه وهزم قائدا من قواد وشمكير.
ثم أظهر النسك والعبادة ولبس الصوف، وحارب ابن وشمكير فهزمه في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وعزم على المسير إلى طبرستان وكتب إلى العراق كتابا يدعوهم إلى الجهاد، هذا ما أورده ابن الأثير «٢» فى خبره، ولم يذكر خبر وفاته، إلا أنّه لم يتم له أمر، ولا ظهر لغيره من أهل هذا البيت بعد ذلك بهذه الناحية ذكر، ولا كانت لهم مملكة فى جهة من الجهات، إلا ما نورده من أخبار العبيديين، الذين ملكوا المغرب والديار المصرية وغيرها، وانتسبوا إلى على بن أبى طالب ونفاهم أكثر الناس- بل عامّتهم- عن هذا النسب الشريف، على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى من أخبارهم.