الله صلّى الله عليه وسلّم على قتلتهم بعد الركعة من الصبح، فقال:«اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم سنين كسنى يوسف، اللهم عليك ببنى لحيان وعضل والقارّة وزعب ورعل وذكوان وعصيّة، فإنهم عصوا الله ورسوله»«١» .
ذكر سريّة مرثد بن أبى مرثد الغنوى إلى الرّجيع
كانت فى صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من هجرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وذلك أنه قدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، رهط من عضل والقارة، وهم إلى الهون بن خزيمة، فقالوا: يا رسول الله، إن فينا إسلاما، فابعث معنا نفرا [من أصحابك «٢» ] يفقّهونا ويقرئونا القرآن، ويعلمونا شرائع الاسلام. فبعث صلّى الله عليه وسلّم معهم عاصم بن ثابت بن أبى الأقلح، ومرثد بن أبى مرثد الغنوى، وخبيب بن عدىّ؛ وزيد بن الدّثنة «٣» ، وخالد بن البكير «٤» الليثى، وعبد الله بن طارق، ومعتّب بن عبيد أخو عبد الله «٥» لأمّه. وأمّر عليهم عاصما، وقيل: مرثدا؛ فخرجوا مع القوم حتى إذا كانوا على الرجيع- وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز- غدروا [بهم «٦» ] واستصرخوا عليهم هذيلا، فلم يرع القوم، وهم فى رحالهم