منزله فذبح. وكان الذى تولّى قتله محمد بن أبى عامر الوزير، فصعّب الأمور لهشام.
ولما ولى احتيج إلى مدبر للمملكة، فوقع الاختيار على جعفر ابن عثمان المصحفى، فقلّده هشام حجابته وتدبير أمره، وأشرك معه فى الحجابة غالب بن عبد الرحمن. وقلّد المنصور بن أبى عامر الوزارة- وكان على الشرط والسكة- فانحط المصحفى وارتفع ابن/ أبى عامر، ثم عزل المصحفى عن الحجابة فى يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان سنة سبع وستين وحوقق وطولب بمائة ألف دينار، وتوفى فى المطبق بعد خمسة أعوام، فكانت مدة ولايته ستة أشهر وثلاثة أيام.
[ذكر أخبار المنصور محمد بن أبى عامر]
قال «١» : ولما عزل المصحفى اتفق الرأى على تقديم محمد بن أبى عامر المعافرى «٢» ، فولى الحجابة فى يوم الإثنين المؤرّخ، وبقى غالب شريكه إلى أن قتل وتفرّد المنصور بالأمر.
قال بعض المؤرخين: كان محمد بن أبى عامر من الجزيرة الخضراء «٣» ، وله بها قدر وأثرة وورد وهو شاب إلى قرطبة واشتغل بالعلم والأدب، وسمع الحديث وتميّز. وكانت له همة يحدّث بها نفسه بإدراك معالى الأمور، وكان يحدّث من يختص به