للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى أمير يعرف بأبى الجيوش من بنى مرين وسألوه إنجادهم بنفسه، فجاء ومعه ألف فارس [١] ونزل بموضع يقال له إلبيرة، وخرج عثمان بن أبى العلاء وهو من بنى مرين فى ألف فارس [١] فكمن فى موضع آخر وخرج ملك المدينة بعد خروج عثمان المذكور وخرج بعد الملك أمير يعرف بالمغراوى فى ثلاثمائة فارس من بنى مرين ومع كل طائفة منهم نقارتان [٢] وصناجق ووقع [٣] عليهم ملك المدينة واقتتلوا فانهزم المسلمون أمامهم إلى جهة المدينة استجرارا لهم فتبعهم الفرنج طمعا فيهم ثم عطف المسلمون عليهم وخرج عليهم الكمناء من كل جهة، ورفعوا أصواتهم بذكر الله تعالى، [٤] فهزم الله تعالى الكفار [٤] وألقى الرعب فى قلوبهم فقتل منهم ثمانون ألفا وسبى من الأولاد والنساء تسعة آلاف وأسر ما لا يحصى كثرة قال:

[وأما ما وزن من الذهب من المغنم منهم]

فثلاثة وأربعون قنطارا [٥] ومن الفضة مائة وأربعون قنطارا [٥] ولم يفلت من الفرنج إلا من نجا به فرسه وقتل الملكان فيمن قتل [٦] وجميع زعمائهم [٦] وحصلت امرأة جوان وأولاده فى الأسر فبذلت فى نفسها مدينة طريف وجبل الفتح وثمانية عشر حصنا فلم يقبل المسلمون ذلك قال: واستشهد من المسلمين سبعة، ثلاثة من بنى مرين وأربعة من الأندلسيين من أعيانهم، قال: ثم وصلنا أنه خرج من إشبيلية أربعة عشر مركبا، ونزلوا على سبتة [٧] فخرج إليهم


[١- ١] ما بين الرقمين من ص، وف.
[٢] كذا فى ك، وف. وفى ص «نقارات» والنقارات نوع من الطبول، وهى من الآلات الملكية المختصة بالمواكب بمصر منذ العهد الفاطمى، وكانت تحمل على عشرين بغلا على كل بغل ثلاث نقارات، وكانت تلازم الجيوش فى الحروب. وانظر صبح الأعشى ٣: ٤٧٥.
[٣] كذا فى ك، وف. وفى ص «ودفع» .
[٤- ٤] ما بين الرقمين من ص.
[٥- ٥] ما بين الرقمين من ص.
[٦] ما بين القوسين من ص، وف.
[٧] سبتة: بلدة مشهورة من قواعد بلاد المغرب، ومرساها أجود مرسى على البحر، وهى على بر البرير تقابل جزيرة الأندلس على طرف الزقاق الذى هو أقرب ما بين البر والجزيرة، وهى مدينة حصينة تشبه المهدية التى بإفريقية على ما قيل؛ لأنها ضاربة فى البحر داخلة فيه، وهى ذات أخياف وخمس ثنايا مستقبلة الشمال وبحر الزقاق. ومن جنوبها ينعطف عليها من بحر الزقاق، وبينها وبين فاس عشرة أيام. وانظر معجم البلدان ٣: ٢٠٦.